للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفضيل ﵀: «عاملوا الله ﷿ بالصدق في السر، فإن الرفيع من رفعه الله، وإذا أحب الله عبدًا أسكن محبته في قلوب العباد» (١).

[الأثر الرابع: السعي لتحصيل الأسباب الجالبة لمحبة الله للعبد]

إن محبة الله تَعَالَى هي قوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقرة العيون، وهي الحياة التي من حُرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام (٢).

والمؤمنون في درجة محبتهم لربهم متفاوتون، وفي قربهم من الله متفاضلون، وإن كانوا جميعًا يطمحون لزيادة محبتهم لربهم، محبة تحببهم في طاعته سُبْحَانَهُ، والبعد عن معصيته.

ومن الأعمال التي تزيد محبة الله تَعَالَى في قلوب عبيده، وبها يحب الله عباده، ما يلي:

أولًا: قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه، وتفطن مراد الله منه:

ولا عجب أن يكون القُرْب من كتاب الله من أعظم القُرَب الموجبة لمحبة الله، فإذا كان الله تَعَالَى قد شاء بحكمته أن يكون الإيمان به من الإيمان بالغيب؛ فإنه قد شاء- أيضًا- أن يكون خطابه لعباده وحديثه إليهم من أمر الشهادة، فجعل كلامه مسطورًا، يُسمع ويُقرأ، ويتكرر وقعه بلفظه ومعناه على القلوب والأفئدة.


(١) الحلية (٨/ ٨٨).
(٢) ينظر: مدارج السالكين، لابن القيم (٣/ ٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>