للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخلق لا يملك لنفسه- فضلًا عن غيره- جلب نعمة ولا دفع نقمة، تيقن أن عبودية ما سوى الله من أبطل الباطل، وأن العبودية لا تنبغي إلا لمن انفرد بجلب المصالح ودفع المضار» (١).

وكما أن اسم الله (اللطيف) دال على الربوبية والألوهية، فكذا هو دال على الأسماء والصفات؛ إذ يدل على اسم الله الرؤوف، والرحمن، والرحيم، والطيب، إلى غير ذلك من أسمائه سُبْحَانَهُ وما فيها من صفات.

الأثر الثاني: مراقبة اللطيف سُبْحَانَهُ:

إذا علم العبد أن ربه لطيف دق علمه، محيط بكل صغير وكبير، كما قال سُبْحَانَهُ: ﴿يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾ [لقمان: ١٦] أورثه ذلك مراقبته ﷿.

يقول السعدي : «والمقصود من هذا: الحث على مراقبة الله، والعمل بطاعته، مهما أمكن، والترهيب من عمل القبيح، قل أو كثر» (٢).

وأورثه- أيضًا- محاسبة نفسه على أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته، فإنه في كل وقت وحين، بين يدي اللطيف الخبير، قال تَعَالَى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك: ١٤]، يقول الحسن في ذلك-: «إن المؤمن- والله- لا تراه إلا قائمًا على نفسه: ما أردت بكلمة كذا؟ ما أردت بأكلة كذا؟ ما أردت بمدخل كذا، ومخرج كذا؟ ما أردت بهذا؟ ما لي ولهذا؟


(١) تفسير السعدي (ص: ١٢٥).
(٢) المرجع السابق (ص: ٦ وما بعدها).

<<  <  ج: ص:  >  >>