للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الساعة؟ قال: «مَا المَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ» (١)، أي: كما أنه لا علم لك بها، فلا علم لي بها أيضًا (٢).

ومن هنا فاختصاص الله وحده بعلم الغيب واطلاعه على كل شيء أكبر داع إلى توحيد العبادة، يقول تَعَالَى: ﴿أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٦٤) قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾ [النمل: ٦٤ - ٦٥].

- دلالة أسماء الله العليم العالم علام الغيوب على توحيد الأسماء والصفات:

كما أن أسماء الله العليم العالم علام الغيوب تدل على توحيد الربوبية والألوهية، فهي تدل- أيضًا- على توحيد الأسماء والصفات، وتدل على عدد كبير منها كالبصير، والسميع، والقدير، والخبير، وغيرها من الأسماء الدالة على ذلك.

[الأثر الثالث: تحريم إتيان من ادعى علم الغيب]

من آمن بأسماء الله العليم العالم علام الغيوب؛ أيقن أن الكهان والعرافين ونحوهم لا يعلمون شيئًا من الغيب، وإنما يخبرون بما تمليه عليهم الشياطين والجن مما استرقوه من السمع؛ ولذلك جاء النهي عن سؤالهم والتغليظ في ذلك، يقول : «وَمَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ


(١) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (٨).
(٢) ينظر: شرح العقيدة الواسطية، لابن عثيمين (١/ ١٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>