للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال القرطبي : «فالله سُبْحَانَهُ ساتر ذنوب عباده بالتوبة الصادرة منهم، أو بعفوه وغَفْره لهم؛ تفضلًا منه عليهم» (١)؛ بل ويستر سُبْحَانَهُ مَن ستر المسلمين؛ ففي الحديث: «وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (٢).

قال ابن القيم (٣):

وَهُوَ الْحَيِيُّ فَلَيْسَ يَفْضَحُ عَبْدَهُ

عِنْدَ التَّجَاهُرَ مِنْهُ بِالْعِصْيَانِ

لَكِنَّهُ يُلْقِي عَلَيْهِ سِتْرَهُ

فَهْوَ السَّتِيْرُ، وَصَاحِبُ الْغُفْرَانِ

[الآثار المسلكية للإيمان باسم الله (الحيي الستير)]

[الأثر الأول: إثبات ما يتضمنه اسمي الله (الحيي الستير) من صفات الله تعالى]

فالله سُبْحَانَهُ هو الحيي الستير، حياء وسترًا يليق بجلاله وعظيم سلطانه، فحياؤه وستره يتناسب مع سعة رحمته، وكمال جوده وكرمه، وعظيم عفوه وحلمه سُبْحَانَهُ.

ومن مظاهر حياء الله وستره ما يلي:

حياؤه وستره سُبْحَانَهُ، مِن هتك ستر عبده المذنب في الخفاء وفضيحته، في الدنيا، قال النبي : «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الْمَجَانَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللهُ، فَيَقُولَ:


(١) الأسنى، للقرطبي (١/ ١٦٧ - ١٦٨).
(٢) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (٢٤٤٢).
(٣) النونية (ص: ٢٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>