للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشيخ السعدي عن اسمه سُبْحَانَهُ (الحيي): «هذا مأخوذ من قوله : (إنَّ الله حييٌّ كريمٌ، يَستَحْيِي مِن عبدِهِ إذَا رَفَعَ إليهِ يديهِ أنْ يَردَّهُما صفْرًا) (١)، وهذا من رحمته وكرمه وكماله وحلمه، أن العبد يجاهر بالمعصية مع فقره الشديد، حتى أنه لا يمكنه أن يعصي إلا أن يتقوى عليها بنعم ربه، والرب مع كمال غناه عن الخلق كلهم من كرمه يستحيي من هتكه، وفضيحته، وإحلال العقوبة به، فيستره بما يقيض له من أسباب الستر، ويعفو عنه، ويغفر له» (٢).

قال الإمام ابن القيم (٣):

وهوَ الحَيِيُّ فليسَ يَفضحُ عبدَهُ … عندَ التَّجَاهُرِ منهُ بِالعصيانِ

لكنَّهُ يُلقِي عليهِ سِتْرَهُ … فهوَ السَّتِيْرُ وصاحِبُ الغفرانِ

ثانيا: معنى اسم الله (الستير):

قال البيهقي : «وقوله: ستير، يعني: أنه ساتر يستر على عباده كثيرًا، ولا يفضحهم في المشاهد، كذلك يحب من عباده الستر على أنفسهم، واجتناب ما يشينهم» (٤).

قال ابن الأثير : «أي: من شأنه وإرادته حب الستر والصون» (٥).


(١) سبق تخريجه.
(٢) الحق الواضح المبين، للسعدي (ص ٥٤ - ٥٥).
(٣) النونية (ص ٢٠٤).
(٤) الأسماء والصفات، للبيهقي (١/ ٢٢٣).
(٥) النهاية، لابن الاثير (٢/ ١٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>