للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والغنى، والقدرة، والكلام، والاستواء، والعلو، ونحو ذلك، كما يدل- أيضًا- على انتفاء النقائص عنه سُبْحَانَهُ.

[الأثر الثالث: محبة الله الصمد]

لا شك أن اسم الله «الصمد» يقود مَنْ تدبره وتأمل فيه لمحبة الله ﷿؛ وذلك لأنه دال على صفات الكمال والجمال على الدوام للرب ﷿ من الحياة، والغنى، والعلو، وقصد الخلائق وهرعهم إليه في قضاء الحاجات وتفريج الكربات، إلى غير ذلك مما يدل عليه من الكمالات، ومن المعلوم أن القلوب فطرت على محبة من له الكمال والجمال.

ثم إذا تذكر العبد- أيضًا- أن كل كمال للمخلوق يشاهده أويسمع به، فيعجبه ويحب صاحبه لا شيء أمام كمال الله ﷿ يورثه ذلك محبة الله الذي هو أولى مَنْ يُحَب وَيُجَل.

[الأثر الرابع: الزهد في الدنيا وعدم الاغترار بها]

إذا علم العبد أن ربه الصمد باق دائم بعد خلقه، قال تَعَالَى: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ [القصص: ٨٨]، فكل شيء زائل فان، المال والمتاع والجاه والسلطة والقوة، بل والأرض ومن عليها، والسماء وما فيها ومن فيها، والكون كله ما نعلم منه وما نجهل، كله هالك إلا وجه الله الصمد الباقي المتفرد بالبقاء

﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: ٢٦ - ٢٧].

قال ابن عباس : «لما نزلت هذه الآية قالت الملائكة: هلك أهل الأرض، فنزلت: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ [القصص: ٨٨]، فأيقنت الملائكة بالهلاك» (١).


(١) تفسير القرطبي (١٧/ ١٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>