للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك دقات الطبول وأصوات المزامير! وتشتد الأصوات حتى لا تسمع إلا (هو هو هو) أو (آه آه آه) أو (حع حع حع)!!، ونحو ذلك مما لم ينزل الله به سلطانًا، ولم تأت به سنة، وقد قال : «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ» (١) (٢).

قال الإمام النووي : «الرد هنا بمعنى: المردود، ومعناه: فهو باطل غير معتد به، وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام، وهو من جوامع كلمه ؛ فإنه صريح في رد كل البدع والمخترعات» (٣).

[الأثر الثامن: تسمي العبد بأحب الأسماء إلى الله تعالى]

إذا علم العبد المكانة العظيمة لهذ الاسم الكريم (الله) فليعلم أن أحب الأسماء إليه ما أضيف إلى هذا الاسم، أو أضيف لاسمه الرحمن، كما جاء في الحديث الصحيح عن ابن عمر عن النبي أنه قال: «أَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى الله ﷿: عَبْدُ الله وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ» (٤).

وكشف الإمام ابن القيم سر ذلك في كلامه حول الأسماء والكنى؛ فقال : «ولما كان الاسم مقتضيًا لمسماه، ومؤثرًا فيه كان أحب الأسماء إلى الله ما اقتضى أحب الأوصاف إليه، كعبد الله وعبد الرحمن، وكانت إضافة العبودية إلى اسم (الله) واسم الرحمن، أحب إليه من إضافتها إلى غيرهما،


(١) أخرجه البخاري واللفظ له، رقم الحديث: (٢٦٩٧)، ومسلم، رقم الحديث: (١٧١٨).
(٢) ينظر: النهج الأسمى، للنجدي (ص: ٧٣ - ٧٤).
(٣) شرح صحيح مسلم، للنووي (١٢/ ١٦).
(٤) أخرجه الترمذي، رقم الحديث: (٢٨٣٣)، حكم الألباني: صحيح، صحيح وضعيف سنن الترمذي، رقم الحديث: (٢٨٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>