[الأثر الثاني: دلالة اسم الله القريب المجيب على التوحيد]
إن ربوبية الله ﷿ للعالمين اقتضت قربه وإجابته لخلقه فيجيب مطلوبهم، ويكشف ضرهم، وينجيهم في ظلمات البر والبحر، وينجيهم من كل كرب، قال تَعَالَى: ﴿قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٦٣) قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام: ٦٣ - ٦٤].
وهذا يقتضي عبادته ودعاءه وحده، قال تَعَالَى: ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [غافر: ١٤]، وجاء في حديث ابن عباس عن رسول الله ﷺ:«إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ»(١)؛ وذلك أنه وحده المقتدر على جلب المطلوب وكشف الضر، وكل ما سواه عاجز لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا، فضلًا عن ملكه لغيره، قال تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (١٣) إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾ [فاطر: ١٣ - ١٤]، وقال سُبْحَانَهُ: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [النمل: ٦٢].
فهل يجيب المضطرب الذي أقلقته الكروب وتعسر عليه المطلوب واضطر للخلاص مما هو فيه إلا الله وحده؟ ومن يكشف البلاء والشر والنقمة إلا الله وحده؟ أإله مع الله يفعل هذه الأفعال؟!
لا أحد يفعل مع الله شيئًا من ذلك، حتى بإقرار المشركين، ولهذا كانوا