للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاشرًا: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله ﷿:

فالقلب إذا فسد لن يجد المرء فائدة فيما يصلحه من شئون دنياه، ولن يجد نفعًا أو كسبًا في أخراه، قال تَعَالَى: ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشعراء: ٨٨ - ٨٩]، ومن دعائه : «وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا» (١).

والقلب السليم هو السليم مما سوى الله، أو مما سوى عبادة الله، أو مما سوى إرادة الله، أو مما سوى محبة الله، وجماع سلامة القلب بالتزام الطاعات واجتناب النواهي، يقول تَعَالَى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ [آل عمران: ٣١].

يقول الحسن البصري : «زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم- أي: امتحنهم- بهذه الآية: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾

[آل عمران: ٣١]» (٢).

[الأثر الخامس: الحذر مما لا يحب الله تعالى]

على العبد أن يحذر ويجتنب كل مايبغضه ربه ويكرهه؛ فإن الله إذا أبغض عبدًا أبغضه الكون كله طوعًا لله تَعَالَى، يقول : «وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ، فَيَقُولُ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ، قال: فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ


(١) أخرجه النسائي، رقم الحديث: (١٣٠٣)، حكم الألباني: ضعيف، صحيح وضعيف سنن النسائي، رقم الحديث: (١٣٠٤).
(٢) تفسير ابن كثير (٢/ ٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>