للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«وهل كلما أكل الإنسان تمرًا في غير هذه المناسبة يقطعها على وتر؟ نقول: لا، وهل الإنسان يقطع كل شيء على وتر؟ فإذا أكل نقول له: اقطع ثلاث لقمات، فهذا غير مشروع، وعندما يحب أن يزيد من الطيب، فيقول: أوتر، ولكن هذا لا أصل له، فأنا لا أعلم أن الإنسان مطلوب منه أن يوتر في مثل هذه الأمور، فأما قول الرسول : (إِنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ) (١)، فليس هذا على عمومه، لكنه ﷿ وتر يحكم شرعًا أو قدرًا بوتر، فمثلًا الصلاة في الليل نختمها بوتر التطوع، وفي النهار نختمها بوتر المغرب، وأيام الأسبوع وتر، السموات وتر، والأرض وتر، فيخلق الله ﷿ ما يشاء على وتر، ويحكم بما يشاء على وتر، وليس المراد بالحديث أن كل وتر فإنه محبوب إلى الله ﷿، وإلا لقلنا: احسب خطواتك من بيتك إلى المسجد لتقطعها على وتر، احسب التمر الذي تأكله على وتر، احسب الشاي الذي تشربه لتقطعه على وتر، وكل شيء احسبه على وتر.

فهذا لا أعلم أنه مشروع، فأكل تمرات وترًا من السنن التي تفعل في عيد الفطر، خاصة أن لا تأتي المسجد حتى تأكل تمرات وترًا» (٢).

[الأثر الثالث: محبة الله الوتر]

الله سُبْحَانَهُ هو الوتر الأحد، الذي تصمد إليه الخلائق في حاجاتها وضروراتها، وهو القادر على كل شيء، والمالك لكل شيء، والمتصرف في كل شيء.


(١) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (٢٦٧٧).
(٢) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٩٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>