للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثًا: ورد اسم الله (الأحد) في السنة النبوية، ومن وروده ما يلي:

حديث أبي هريرة ﵁، أن النبي ﷺ قال: «قال الله: كَذَّبَنِي ابنُ آدَمَ ولم يَكُنْ له ذلك، وشَتَمَنِي ولم يَكُنْ له ذلك، فأمَّا تَكْذِيبُهُ إيَّايَ فقولُهُ: لن يُعِيدَني كما بَدَأني، وليسَ أول الخلقِ بأهونَ عليَّ مِن إعادَتِهِ، وأمَّا شَتْمُهُ إيَّايَ فقولُهُ: اتَّخَذَ الله ولدًا، وأنا الأحدُ الصمدُ، لم أَلِدْ، ولم أُولَدْ، ولم يكن لي كُفْئًا أحدٌ» (١).

حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه: «أن النبي ﷺ سمع رجلًا يقول: اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، فقال رسول الله ﷺ: لَقَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ، الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ» (٢).

معنى اسم الله (الواحد، الأحد) في حقه- سُبْحَانَهُ:

- قال الطبري ﵀ في قوله تَعَالَى: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة: ١٦٣]-: « … معبود واحد ورب واحد، فلا تعبدوا غيره، ولا تشركوا معه سواه، فإن من تشركونه معه في عبادتكم إياه، هو خلق من خلق إلهكم مثلكم، وإلهكم إله واحد، لا مثل له ولا نظير».

واختلف في معنى وحدانيته- تَعَالَى ذكره-:

فقال بعضهم: معنى وحدانية الله معنى نفي الأشباه والأمثال عنه، كما يقال: فلان واحد الناس، وهو واحد قومه، يعني بذلك: أنه ليس له في الناس


(١) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٤٩٧٤).
(٢) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>