للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلمه وملكه العادل، فهو موجب أسمائه الحسنى وصفاته العلى، فله عليه أكمل حمد وأتمه، كما له الحمد على جميع أفعاله وأوامره» (١).

[الأثر السابع: الأسباب المعينة على الرضى بحكم الحكيم]

إذا تيقن العبد اسم ربه (الحكم- الحكيم) قاده ذلك لتسليم والرضى بالقضاء والقدر؛ لعلمه أن ما قدر عليه حكم الحكيم الذي هو أرحم به من نفسه، وأعلم بالعواقب منه، وأخبر بما فيه صلاحه في الدنيا والآخرة ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٢١٦] (٢).

وهنا جملة من الأمور تعين العبد على الرضى بالقضاء والقدر:

الإيمان بالقضاء والقدر: كل ما زاد إيمان العبد ويقينه بقضاء الله وقدره زاده ذلك رضى وتسليمًا؛ فإذا تيقن أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأنا ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن الكل لم يخرج عن كتاب الله الذي كتب فيه المقادير، كما قال سُبْحَانَهُ: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا﴾ [الحديد: ٢٢]، وقال: ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا﴾ [التوبة: ٥١]، وقال في حديث عبد الله بن عمرو : «إِنَّ اللهَ كَتَبَ مَقَادِيرَ الخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاواتِ والأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْف سَنَةٍ» (٣) اطمأنَّ قلبه وانشرح لحكم الله، فرضي به، وسلَّم، قال تَعَالَى: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [التغابن: ١١].


(١) طريق الهجرتين، لابن القيم (ص ٣٧ - ٣٨).
(٢) ينظر: تفسير ابن كثير (١/ ٥٧٣)، وتفسير السعدي (ص ٩٧).
(٣) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (٢٦٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>