الله ﷾ هو الواسع، الذي وسع بمغفرته جميع عباده ﴿إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ﴾ [النجم: ٣٢]، ومن سعة مغفرته: أنه يغفر لكل من تاب وأناب مهما بلغت ذنوبه وخطاياه، فهو تَعَالَى: ﴿الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [يونس: ١٠٧].
فتح للعباد باب التوبة، وبث الأمل في قلوب العصاةوالمذنبين، فمهما عظم الذنب، ومهما كبر الجرم، فما على العبد إلا أن يُقبل على ربه؛ ليشمله بمغفرته ويسعه بعفوه، يقول ﷿: ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥٣) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾ [الزمر: ٥٣ - ٥٤]، «إِنَّ اللهَ ﷿ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا»(١)، يوفق عبده للتوبة، ويقبلها منه، كما قال ﷿ في سورة التوبة: ﴿ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا﴾ [التوبة: ١١٨]، أي: وفقهم للتوبة ليتوبوا.
والمؤمن الراجي رحمة ربه، ويخاف أن يطرد من جواره، هو من يأخذ بأسباب المغفرة ويبحث عنها، ومن سعة مغفرة الله تَعَالَى، أنه هيأ أسبابًا كثيرة لمغفرته، حتى يسهل للعبد أن يصيبها، ومنها: