للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العرب لا تقول لكل محمود: مجيدًا، ولا لكل منيع: مجيدًا، أو قد يكون الواحد منيعًا غير محمود، كالمتآمر الخليع الجائر، أو اللص المتحصن ببعض القلاع، وقد يكون محمودًا غير منيع، كأمير السوقة والصابرين من أهل القبلة، فلما لم يقل لكل واحد منهما: مجيد؛ علمنا أن المجيد من جمع بينهما، فكان منيعًا لا يرام، وكان في منعته حسن الخصال جميل الفعال، والباري جل ثناؤه يجل عن أن يرام وأن يوصل إليه، وهو مع ذلك محسن مجمل لا يستطيع العبد أن يحصي نعمته ولو استنفذ فيه مدته، فاستحق اسم المجيد وما هو أعلى منه» (١).

اقتران اسم الله المجيد بأسماء الله تَعَالَى الأخرى في القرآن الكريم:

اقتران اسم الله المجيد باسمه الحميد:

تقدم بيانه في اسم الله (الحميد).

[الآثار المسلكية للإيمان باسم الله المجيد]

[الأثر الأول: إثبات ما يتضمنه اسم الله (المجيد) من الصفات]

الله تَعَالَى المجيد، الذي له مجد الذات بأسمائه الحسنى، وصفاته العليا، وفعاله المحمودة، وأقواله الكريمة، قال تَعَالَى: ﴿وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (١٤) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (١٥) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾ [البروج: ١٤ - ١٦].

فأما أسماؤه فكلها مجد، كيف لا وقد بلغت من الحسن منتهاه، ومن الكمال أقصاه، ومن الدلالة على الصفات أعلاها قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [الأعراف: ١٨٠]، فلا نقص فيها بوجه من الوجوه، بل لا أحسن منها ولا


(١) المنهاج في شعب الإيمان (١/ ١٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>