للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن تعظيمه: أن يُتقى حق تُقاته؛ فيطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا يُنسى، ويُشكر فلا يُكفر، ومن تعظيمه: تعظيم ما حرمه وشرعه من زمان ومكان وأعمال، قال تَعَالَى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: ٣٢]، ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ [الحج: ٣٠]، ومن تعظيمه: أن لا يعترض على شيء مما خلقه أو شرعه» (١).

- قال السعدي : «والله تَعَالَى عظيم، له كل وصف ومعنى يوجب التعظيم، فلا يقدر مخلوق أن يثني عليه، كما ينبغي له، ولا يحصي ثناءً عليه، بل هو كما أثنى على نفسه، وفوق ما يثني عليه عباده» (٢).

[الأثر الثاني: دلالة اسم الله (العظيم) على التوحيد]

توحيد الربوبية والألوهية:

من آمن باسم الله العظيم وحَّد ربه بألوهيته وربوبيته وعظمه، ونفي الشركاء والأنداد عنه سُبْحَانَهُ، يقول تَعَالَى: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ٤]، وقال تَعَالَى: ﴿مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا﴾ [نوح: ١٣]، وكانت عبادته لله بالخشوع والخضوع لله، والاستكانة والتذلل لعظمته وجبروته ومحبته، وإفراده وحده بالعبادة؛ ولذا شرعت الصلاة التي من أولها لآخرها تعظيمًا لله تَعَالَى وخضوعًا لعظمته، وإفراده وحده بالعبادة.

ويصف الإمام ابن القيم الركوع في الصلاة، فيقول: «ثم يرجع جاثيًا له ظهره خضوعًا لعظمته؛ وتذللًا لعزته؛ واستكانة لجبروته، مسبحًا له


(١) حق الواضح المبين، للسعدي (ص: ٢٧ - ٢٨).
(٢) المرجع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>