للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال السعدي ﵀ في قوله تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا﴾ [النساء: ٣٣]: «مطلعًا على كل شيء بعلمه لجميع الأمور، وبصره لحركات عباده، وسمعه لجميع أصواتهم» (١).

وقال أيضًا ﵀ موضحًا العلاقة بين اسم الله الرقيب واسمه الشهيد: «(الرقيب) و (الشهيد) مترادفان، وكلاهما يدل على إحاطة سمع الله بالمسموعات، وبصره بالمبصرات، وعلمه بجميع المعلومات الجلية والخفية، وهو الرقيب على ما دار في الخواطر، وما تحركت به اللواحظ، ومن باب أولى الأفعال الظاهرة بالأركان، قال تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: ١]، وقال تَعَالَى: ﴿وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [المجادلة: ٦]» (٢).

اقتران اسم الله (الشهيد) بأسمائه الأخرى سُبْحَانَهُ في القرآن الكريم:

لم يقترن اسم الله الشهيد بأي اسم من أسماء الله تَعَالَى.

[الآثار المسلكية للإيمان باسم الله (الشهيد)]

[الأثر الأول: إثبات ما يتضمنه اسم الله (الشهيد) من الصفات، ودلالته على التوحيد]

الله سُبْحَانَهُ الشهيد الذي شهد بعلمه وسمعه وبصره، فعلمه أحاط بالمعلومات، وسمعه أحاط بالمسموعات، وبصره أحاط بالمبصرات، فلا يخفى عليه شيء من مخلوقاته ظاهرها وباطنها، كبيرها وصغيرها، يرى


(١) تفسير السعدي (ص: ١٧٦).
(٢) الحق الواضح المبين، للسعدي (ص: ٥٨ - ٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>