للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكبر؛ لأنه رد لقول الله ، هذا قسم من أقسام الكبر رد الحق، وكذلك لو كان الإنسان مجتهدًا في حكم من الأحكام، فنوقش فيه، وتبين أن الحق في خلاف قوله وإن لم يكن نصًّا في المخالفة، ولكنه أصر على ما يقول، فهذا أيضًا من الكبر.

الثاني: غمط الناس، يعني: احتقارهم وازدراءهم، بحيث لا يرى الناس شيئًا، ويرى أنه فوق الناس، فإن هذا من الكبر، وعلامته: أن يصعِّر خده للناس، وأن يمشي في الأرض مرحًا، وأن يتخيل أنه فوق رؤوس الجبال، وأن الناس في قعر الآبار، هذا من الكبر، ولما قال الصحابة لرسول الله : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنًا، قال النبي (إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمَالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ) (١).

وعلى هذا فتجمل الإنسان في ثيابه التي على الجسد أو التي يركبها وهي النعال، ليس من الكبر في شيء، «إلا أن يصحبه ما أشار إليه النبي بكونه يغمط الناس أو يحتقرهم، فيحتقر من لم يلبس مثل لباسه، ويحتقر الفقراء، وما أشبه ذلك فهذا كبر» (٢).

ثالثًا: عاقبة المتكبرين:

أعد الله تَعَالَى للمتكبرين عقوبات كثيرة، منها:

الكبر من أقوى عوامل الصرف عن الحق:

قال تَعَالَى: ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ


(١) سبق تخريجه.
(٢) فتاوى نور على الدرب (٢٤/ ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>