عن عائشة -رضي الله عنها-، قالت:«وَمَنْ زَعَمَ أَنَّه -صلى الله عليه وسلم- يُخْبِرُ بِمَا يَكُونُ فِي غَدٍ، فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ الْفِرْيَةَ، والله يقول:{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}[النمل: ٦٥]»(١).
ولما رميت عائشة -رضي الله عنها- بالإفك لم يعلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهي بريئة أم لا؟ حتى أخبره الله تَعَالَى بقوله:{أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ}[النور: ٢٦].
وذبح إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- عجلًا للملائكة، ولم يعلم بأنهم ملائكة حتى خبروه، وقالوا له {إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ}[هود: ٧٠].
ولما جاء الملائكة للوط لم يعلم- أيضًا- أنهم ملائكة، ولذا قال تَعَالَى عنه:{سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ}[هود: ٧٧] ولم يعلم خبرهم حتى قالوا له: {إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ}[هود: ٨١].
[الأثر الثالث: محبة الفتاح]
من آمن باسم الله الفتاح؛ أحبه وتعلق قلبه به، فهو سُبْحَانَهُ وحده بيده مقاليد كل شيء، ومفاتيح العلم والهدى والخير، ومفاتيح الغيب وما انغلق من الأمور، يقول تَعَالَى:{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ}[الأنعام: ٥٩]،