للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله ﷿: ﴿لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [الحديد: ٢٩]

[ورود اسم الله (ذي الفضل) في السنة النبوية]

لم يرد اسم الله (ذو الفضل) في السنة النبوية.

معنى اسم الله (ذي الفضل) في حقه سُبْحَانَهُ:

قال الطبري في قوله تَعَالَى: ﴿يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [آل عمران: ٧٤]: «ذو فضل، يتفضل به على مَن أَحَبَّ وشاء مِن خلقه، ثم وصف فضله بالعِظَم، فقال: فضله عظيم؛ لأنه غير مشبه في عظم موقعه ممن أفضله عليه إفضال خلقه، ولا يقاربه في جلالة خطره ولا يدانيه» (١).

قال القرطبي : «فالله سُبْحَانَهُ ذو الفضل العظيم، والإحسان العميم، أعطى خلقه ما لا يلزمه، وتفضَّل عليهم بما لا يجب عليه، فَسُبْحَانَهُ من رءوف رحيم، تفضَّل على جميع خلقه بنعمته، وعلى المؤمنين بدار كرامته، ﴿وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾ [إبراهيم: ٣٤]» (٢).

قال ابن كثير في قوله تَعَالَى: ﴿يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [آل عمران: ٧٤]: «أي: اختصكم- أيها المؤمنون- من الفضل بما لا يُحَدُّ ولا يوصف، بما شرَّف به نبيَّكم محمدًا على


(١) تفسير الطبري (٥/ ٥٠٧).
(٢) الأسنى شرح أسماء الله الحسنى (١/ ٥١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>