للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، أَنْتَ الحَقُّ، وَقَوْلُكَ الحَقُّ، وَوَعْدُكَ الحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ الحَقُّ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ خَاصَمْتُ، وَبِكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ» (١)؛ وذلك أن قيام الليل أمر شاق على النفس، فيحتاج الإنسان لقيامه لتصديق جازم بما ورد فيه من عظيم الأجر، فكان الاستفتاح به تذكير للنفس بوعد الله ﷿.

[الأثر الحادي عشر: أعط كل صاحب حق حقه]

إذا عرف العبد أن الله الحق، أحب أن يكون له حظ من اسم ربه، وأن يتحقق به، وذلك بأن:

١ - يعطي كل ذي حق حقه، فيبدأ بأعظم الحقوق عليه؛ حق الله تَعَالَى، وهو عبادته وحده لا شريك له، ثم حق نبيه، ثم يؤدي الحقوق لأصحابها، الأحق فالأحق، فيبدأ بحق الوالدين، ثم الأبناء، والزوجة، ثم الأرحام، والجيران، ثم حق أمته عليه، قال رسول الله : «فَأَعْطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ» (٢).

٢ - يرد الحقوق لأهلها، فلا يأخذ من حق الغير شيئًا بغير حقه ولو قلَّ، قال : «لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ أَنْ يَأْخُذَ عَصَا أَخِيهِ بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ» (٣).


(١) سبق تخريجه (٨٩).
(٢) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (١٩٦٨).
(٣) أخرجه أحمد، رقم الحديث: (٢٣٦٠٥)، وابن حبان، رقم الحديث: (٥٩٧٨)، حكم الألباني: صحيح، صحيح الترغيب والترهيب، رقم الحديث: (١٨٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>