للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس من الحياء الإخلال بالحقوق والواجبات الشرعية، ومن فعل الخير والدعوة إلى الله وطلب العلم والتفقه في الدين، فلا يصح الحياء في طلب العلم ولا في السؤال عما يشكل على المؤمن في أمر دينه خاصة.

وقد كانت أم سليم تسأل رسول الله في مسائل دقيقة من أحكام النساء وتستفتح سؤالها بقولها: «يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحِي مِنَ الْحَقِّ» (١)، وفي ذلك يقول مجاهد أيضًا: «لَا يَتَعَلَّمُ الْعِلْمَ مُسْتَحْيٍ وَلَا مُسْتَكْبِرٌ» (٢)، وقالت عائشة : «نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ، لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ» (٣).

رابعًا: تحقيق مرتبة الحياء من الله تَعَالَى:

لا بد للعبد- ليكون من أهل الحياء- أن يستحضر عدة أمور، ويستشعرها، ويحرص أن لا تغيب عن ذهنه، ومنها:

الدعاء: وهو سلاح المؤمن، فيلجأ إلى ربه؛ ليرزقه الحياء، ويصرف عنه سيء الأخلاق، وقد كان النبي يقول في دعاء الاستفتاح: «وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ» (٤)، وكان يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ مُنْكَرَاتِ


(١) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٦٠٩١)، ومسلم، رقم الحديث: (٣١٣).
(٢) صحيح البخاري، (١/ ٣٨).
(٣) صحيح البخاري، (١/ ٣٨).
(٤) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (٧٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>