للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْأَخْلَاقِ وَالْأَعْمَالِ وَالْأَهْوَاءِ» (١)، ولا ريب أن الحياء من الأخلاق الحسنة.

مراقبة الله تَعَالَى في السر والعلن: ومن ثمَّ فيقوى الإيمان في القلب بزيادة الطاعات واجتناب المنكرات، وقال ابن القيم عن الله ﷿: «فإن العبد متى علم بنظره إليه ومقامه عليه وأنه بمرأى منه ومسمع- وكان حيًّا حَيِيًّا- استحى من ربه أن يتعرض لمساخطه» (٢).

العلم بالله ﷿: وذلك من خلال التفقه في أسمائه وصفاته التي تستوجب مراقبته كالرقيب والشهيد والعليم والسميع والبصير …

معرفة أهمية الخلق في الإسلام، والتأمل في الآثار المترتبة عليها: ومن ذلك الحياء خاصة، والأخلاق الحسنة بعامة؛ فإن معرفة ثمرات الأشياء، واستحضار حسن عواقبها؛ من دواعي فعلها، وتمثلها، والسعي إليها.

الحذر من اليأس من إصلاح النفس: فهناك من إذا ابتلى بشيء مما يُسيء الأخلاق، وحاول التخلص منه فلم يفلح أيس من إصلاح نفسه، وترك المجاهدة، وهذا الأمر لا يَحْسُن بالمؤمن القوي، بل ينبغي عليه أن يقوي إرادته، وأن يسعى لتكميل نفسه، وأن يجُدَّ في تلافي عيوبه.

مخالطة الصالحين، والتخلق بأخلاقهم: قال مجاهد : «إنَّ المسلم لو لم يُصبْ من أخيه إلا أن حياءه منه يمنعه من المعاصي لكفاه»، والمرء فطرةً مولعٌ بمحاكاة من حوله، شديد التأثر بمن يصاحبه، فمجالس


(١) أخرجه الترمذي، رقم الحديث: (٣٥٩١)، وابن حبان، رقم الحديث: (٩٦٠)، حكم الألباني: صحيح، مشكاة المصابيح، رقم الحديث: (٢٤٧١).
(٢) طريق الهجرتين وباب السعادتين (ص: ٢٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>