للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم إذا صَاحَب الدعاءَ بالاسم الأعظم حضور قلب وانكسار وذلة لم تكد تُرَد الدعوة، فليحرص العبد على الإكثار من سؤال الله باسمه الأعظم موقنًا بالإجابة (١).

الأثر السابع: الأذكار مقرونة باسم (الله) سُبْحَانَهُ:

خص الله ﷿ اسمه (الله) بأن جعله مقرونًا بعامة الأذكار المأثورة عن رسول الله ، فالتحميد والتسبيح والتهليل والتكبير والحوقلة والاسترجاع والبسملة ونحوها مقرونة به غير منفكة عنه، فإذا كبر المسلم ذكره، وإذا حمد ذكره، وإذا سبح ذكره وهكذا في عامة الأذكار، كما في قوله : «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ- فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ- حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ» (٢)، وقوله : «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ الله وبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ الله الْعَظِيمِ» (٣)، وقوله: «أَحَبُّ الكَلَامِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللهِ، والحَمْدُ للهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ» (٤).

ولم يشرع ذكره بهذا الاسم مفردًا، كما يعتقد بعض الجهال من المسلمين، فيرددون لفظ الجلالة (الله) مرات عديدة، كألف أو ألفين أو أكثر، وأحيانًا يجتمعون على ذلك في حلقات وهم جالسون، أو وهم واقفون يتمايلون ذات اليمين وذات الشمال، ويقفزون بين الحين والآخر، ويصاحب


(١) ينظر: مجموع الفوائد واقتناص الأوابد، للسعدي (ص: ٢٣٥).
(٢) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٦٤٠٥).
(٣) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٦٦٨٢)، ومسلم، رقم الحديث: (٢٦٩٤).
(٤) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (٢١٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>