للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن القيم :

وَكَذَلِكَ الفَتَّاحُ مِنْ أَسْمَائِهِ … والفَتْحُ فِي أَوْصَافِهِ أَمْرَانِ

فَتْحٌ بِحُكْمٍ وَهْوَ شَرْعُ إِلَهِنَا … والفَتْحُ بِالأَقْدَارِ فَتْحٌ ثَانِ

والرَّبُّ فَتَّاحٌ بِذَيْنِ كِلَيْهِمَا … عَدْلًا وَإِحْسَانًا مِنَ الرَّحْمَنِ (١)

اقتران اسم الله (الفتاح) بأسمائه الأخرى سُبْحَانَهُ في القرآن الكريم:

- اقتران اسم الله (الفتاح) باسمه (العليم):

تقدم بيانه في اسم الله (العليم).

الآثار المسلكية لاسم الله الفتاح:

الأثر الأول: إثبات ما يتضمنه اسم الله (الفتاح) من صفاته سُبْحَانَهُ، وتحقيق التوحيد له:

إن فتح الله تَعَالَى ينقسم إلى قسمين: فتح بحكمه الديني والجزائي، وفتح بحكمه القدري، وفي ذلك يقول السعدي : «وفتحه تَعَالَى قسمان: أحدهما فتحه بحكمه الديني وحكمه الجزائي، والثاني: الفتاح بحكمه القدري.

ففتحه بحكمه الديني هو شرعه على ألسنة رسله جميع ما يحتاجه المكلفون، ويستقيمون به على الصراط المستقيم، وأما فتحه بجزائه فهو فتحه بين أنبيائه ومخالفيهم، وبين أوليائه وأعدائه بإكرام الأنبياء وأتباعهم ونجاتهم، وبإهانة أعدائهم وعقوباتهم، وكذلك فتحه يوم القيامة وحكمه بين الخلائق


(١) النونية (ص: ٢١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>