ثم هذا يعود على قلبه بالطمأنينة والسكون أمام ما يوجهه من المصائب والأهوال، ويعود عليه بالرجاء بنصر الله على أعدائه، وحسن الظن بكفايته لهم ويذهب عنه اليأس والخوف من المخلوق والإحباط والتشاؤم، ويعود عليه- أيضًا- بعدم الشعور بالقلق والهلع على الرزق والمطالب، بل يتوكل على الوكيل الكفيل الكافي فيها، ويأخذ بالأسباب المشروعة، ثم يرضى بما قسم له منها، ويعلم أن ما فاته ليس له نصيب فيه، ولو أن له مثقال ذرة فيه لما فات الكفيل إيصاله إليه، فلا تذهب نفسه عليه حسرات.
[الأثر الرابع: محبة الله (الوكيل، الكفيل، والكافي) وشكره]
إن العبد حين يعرف ربه بأسمائه (الوكيل، الكفيل، والكافي) ويوقن أنه ﵎ تولاه بالكفالة إيجادًا، وإعدادًا، وتدبيرًا، وحفظًا، ورزقًا، فحصل بها وجوده ودوامه وكماله، وتولاه بكفايته عما يحتاجه ويضره في أمر دينه ودنياه، ولم يكله إلى أحد من خلقه، حتمًا سيثمر ذلك في قلبه محبة وتعلقًا، وإقبالًا، وودًّا للوكيل جل في علاه.
[الأثر الخامس: الدعاء باسم الله (الوكيل، الكفيل، الكافي)]
فالعبد لا غنى له عن ربه طرفة عين، فيحتاج إلى كفالة وكفاية وركن يأوي إليه، ويفوض أمره إليه، ويطلب منه عونه، ويعلق عليه رجاءه محسنًا ظنه به، ولذا فإن من أثر يقين القلب باسم الله الوكيل الكفيل الكافي دعاؤه سُبْحَانَهُ بها وما فيها من صفات، والتوسل إليه بالتعبد بها.