للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤ - أعمال القلوب]

إذا حقق العبد مراقبة الله ﷿؛ أوجب ذلك له جملة من الأعمال القلبية؛ وذلك أن المراقبة هي أساس أعمال القلب وعمودها الذي تقوم عليه، ومن تلك الأعمال:

- الخوف من الله ومهابته، فإذا هم بمعصية أو قارفها استشعر نظر ربه ورقابته، فخاف منه، واضطربت أركانه هيبة وتعظيمًا له (١).

- محاسبة النفس والخلوة بها، ومعاتبتها بين الفينة والأخرى، فكلَّما همَّ العبد بمعصية استشعر أن ربه ناظر إليه فحاسب نفسه وراجعها، وكلَّما همَّ بتقصير في واجب تذكر مراقبة الله لعمله، فحاسَبَ نفسه وراجعها.

-الحياء من الله ﷿، فيستحي أن يراه الله حيث نهاه، أو يراه وقد قصّر فيما أمره به، أو يراه وقد جعله أهون الناظرين إليه، كما قال بعض العارفين: «اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك» (٢).

[٥ - تفريج الهموم وتنفيس الكربات]

من حقق مقام المراقبة جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا﴾ [الطلاق: ٢]، ومن كل عسر يسرًا: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾ [الطلاق: ٤]، وفي حادثة أصحاب الغار شاهد بيِّن على هذا:


(١) ينظر: جامع العلوم والحكم، لابن رجب (١/ ١٢٦).
(٢) ينظر: المرجع السابق (١/ ١٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>