للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِأَهْلِكَ؟ قَالَ: أَبْقَيْتُلَهُمُ اللهَ وَرَسُولَهُ قُلْتُ: لَا أُسَابِقُكَ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا» (١).

وهذا مصداق لقول النبي : «لَا حَسَدَ إِلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وآنَاءِ النَّهَارِ» (٢).

وفي حديث جامع عظيم عن رسول الله ، يرشد لبذل الخير وإن دق، عند الإمام أحمد من حديث أبي ذر: « .... وَتَأْمُرُ بِالمَعْرُوفِ، وَتَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ، وتَعْزِلُ الشَّوْكَةَ عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ والعَظْمَ والحَجَرَ، وتَهْدِي الأَعْمَى، وتُسْمِعُ الأَصَمَّ والأَبْكَمَ حَتَّى يَفْقَهَ، وَتَدُلُّ المُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَةٍ لَهُ قَدْ عَلِمْتَ مَكَانَهَا، وَتَسْعَى بِشِدَّةِ سَاقَيْكَ إِلَى اللَّهْفَانِ المُسْتَغِيثِ، وَتَرْفَعُ بِشِدَّةِ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيفِ، كُلُّ ذَلِكَ مِنْ أَبْوَابِ الصَّدَقَةِ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ» (٣).

الأثر الثامن: دعاء الله تَعَالَى باسمه (الوهاب):

الدعاء نعمة كبرى، ومنحة عظمى، جاد بها المولى الوهاب، وامتن بها على عباده، حيث أمرهم بالدعاء، ووعدهم بالإجابة والإثابة، فما استُجلبت النعم بمثله، ولا استدُفعت النقم بمثله؛ وقد دعا سليمان ربه الوهاب بدعوة أجيبت له، وخص بها: ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [ص: ٣٥]، يقول ابن عاشور : «ودلت صيغة


(١) أخرجه أبو داود، رقم الحديث: (١٦٧٨)، والترمذي رقم الحديث: (٣٦٧٥)، حكم الألباني: حسن، صحيح وضعيف سنن أبي داود، رقم الحديث: (١٦٧٨).
(٢) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٧٥٢٩)، ومسلم، رقم الحديث: (٨١٥).
(٣) أخرجه أحمد، رقم الحديث: (٢١٨٨٤)، حكم الألباني: صحيح، السلسلة الصحيحة، رقم الحديث: (٥٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>