للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

: «إِيَّاكُمْ وَالتَّعَرِّيَ، فَإِنَّ مَعَكُمْ مَنْ لَا يُفَارِقُكُمْ إِلَّا عِنْدَ الْغَائِطِ، وَحِينَ يُفْضِي الرَّجُلُ إِلَى أَهْلِهِ، فَاسْتَحْيُوهُمْ وَأَكْرِمُوهُمْ» (١).

[٣ - الحياء من الناس]

وهذا النوع من الحياء هو أساس مكارم الأخلاق، ومنبع كل فضيلة؛ لأنه يترتب عليه القول الطيب، والفعل الحسن، وكل خلق حسن، والحياء من الناس قسمان:

قسم صاحبه يستحي من الناس؛ بأن لا يأتي هذا المنكر والفعل القبيح؛ خوفًا من الله تَعَالَى أولًا، ثم اتقاءَ ملامة الناس وذمهم ثانيًا، فهذا يأخذ أجر حيائه كاملًا؛ لأنه استكمل الحياء من جميع جهاته؛ إذ ترتب عليه الكف عن القبائح التي لا يرضاها الدين والشرع ويذمه عليها الخَلق.

قسم يترك القبائح والرذائل حياءً من الناس، وإذا خلا من الناس لا يتحرَّج من فعلها، وهذا النوع من الناس عنده حياء، ولكنه حياء ناقص ضعيف، يحتاج إلى علاج وتذكير بعظمة ربه وجلاله، وأنه أحقُّ أن يُستحيا منه؛ لأنه القادر المطَّلع الذي بيده ملكوت كل شيء، الذي أسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة، فكيف يليق به أن يأكل من رزقه ويعصيه، ويعيش في أرضه وملكوته ولا يطيعه، ويستعمل عطاياه فيما لا يرضيه.


(١) أخرجه الترمذي، رقم الحديث: (٢٨٠٠)، حكم الألباني: ضعيف، ضعيف الجامع الصغير، رقم الحديث: (٢١٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>