ويحذر من عمل قارون {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي}[القصص: ٧٨] وأمثاله، وإذا ضيق عليه في رزقه أن يصبر ويحتسب، متمثلًا قوله -صلى الله عليه وسلم-: «عَجَبًا لِأَمْرِ المُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا له، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ»(١).
الأثر الرابع: محبة الله تَعَالَى الرازق الرَّزَّاقِ:
التأمل في خلق الرازق للأرزاق، وإيصالها إلى خلقه رزقًا بعد رزق؛ كل ذلك يورث العبد محبة الرازق والتعلق به لعظيم إحسانه وإفضاله؛ فإن كل ما يراه الإنسان من مظاهر الرزق والعطاء والكرم والجود وما أودع فيها من جودة، وطعم، ومكانة، وسهولة في الوصول إليها كله خلق الله -عز وجل- وفضله.
[الأثر الخامس: التوكل على الرزاق الرازق في طلب الرزق]
اليقين بتفرد الرازق برزق العباد، وتكفله بأقواتهم، وتقديره لرزقهم قبل خلقهم، وتوليه تنفيذ المقدر الذي يخرجه في السماوات والأرض، في السماوات؛ لأنه مقضي مكتوب، وفي الأرض؛ لأنه سينفذ لا محالة، كل ذلك يثمر التوكل الصادق على الله -عز وجل- في طلب الرزق، الذي يثمر بدوره الطمأنينة في القلب والسكينة وعدم الهلع والخوف على الرزق؛ لأن الله -عز وجل- هو المتكفل بأرزاق عباده، {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا}[هود: ٦]، وقد أقسم الله -عز وجل- على أنه ضمن الرزق للعباد:{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}[الذاريات: ٢٢]، سمعها أعربي فصاح صيحته المشهورة، وقال: «يا سبحان الله! من الذي أغضب الجليل حتى حلف! ألم يصدقوه في قوله حتى ألجأوه