للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- عمر بن عبد العزيز كان يقول: «إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم، فتقول زوجته: اللهم أعذه من النار» (١).

[الأثر الرابع: الخوف من ظلم العباد]

إذا تأمل العبد في اسم الله «المحيط»، وما فيه من إحاطة علم الله بجميع عمله، وإحاطة قدرته به؛ خاف من أن يظلم أحدًا، أو يعتدي عليه بقول أو فعل أو ظن سوء، وحذر من ذلك أشد الحذر، لا سيما وأن لله المحيط ينتصر للمظلوم ولا يرد دعوته، قال : «ثَلَاثٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ؛ الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ، وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ ﷿: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ» (٢).

قال أبو الدرداء : «وَإِيَّاكَ وَدَعَوَاتِ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُنَّ يَصْعَدْنَ إِلَى اللهِ ﷿ كَأَنَّهُنَّ شَرَارَاتُ نَارٍ» (٣).

وقال سفيان الثوري : «إن لقيت الله بسبعين ذنبًا فيما بينك وبينه تَعَالَى، أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد» (٤)؛ وذلك أن حقوق الله مبنية على المسامحة فيغفر الله منها ما شاء، وحقوق العباد مبنية على المشاحة، فيوفي الله أصحاب الحقوق حقوقهم ولا يترك منها شيئًا (٥).


(١) سيرة عمر بن عبد العزيز، لابن عبد الحكم (ص ٤٨).
(٢) أخرجه الترمذي، رقم الحديث (٢٥٢٦)، حكم الألباني: ضعيف، ضعيف الجامع الصغير، رقم الحديث: ٢٥٩٢.
(٣) أخرجه البيهقي في الشعب، رقم الحديث: (١٠١٨٣).
(٤) تاريخ دمشق، لابن عساكر (٤٧/ ١٦٨).
(٥) ينظر: الوابل الصيب من الكلم الطيب، لابن القيم (ص: ١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>