للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - البيان في الأحكام:

فالقرآن بيَّن الأحكام الشرعية ومنهج اتباعها، وعاقبة من استجاب ومن خالف، ومن دلائل أهمية البيان في الأحكام: أن الله سُبْحَانَهُ لايؤاخذ عباده إلا بعد التبيين وإقامة الحجة عليهم، يقول تَعَالَى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [التوبة: ١١٥].

يقول السعدي عند هذه الآية: «إن الله تَعَالَى إذا منَّ على قوم بالهداية، وأمرهم بسلوك الصراط المستقيم، فإنه تَعَالَى يتمم عليهم إحسانه، ويبين لهم جميع ما يحتاجون إليه، وتدعو إليه ضرورتهم، فلا يتركهم ضالين، جاهلين بأمور دينهم، ففي هذا دليل على كمال رحمته، وأن شريعته وافية بجميع ما يحتاجه العباد، في أصول الدين وفروعه، ويحتمل أن المراد بذلك: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ﴾ [التوبة: ١١٥]، فإذا بيَّن لهم ما يتقون فلم ينقادوا له؛ عاقبهم بالإضلال؛ جزاء لهم على ردهم الحق المبين، والأول أولى» (١).

الأثر الرابع: اليقين بأن محمد خير مبيِّن للدين:

فكما أن الله ﷿ هو المبين؛ فإنه لا يرسل إلا من يتصف بالقدرة على التبيين وإظهار الدين جليًّا؛ فقد وصف الله نبيه بأنه مبين، كما في قوله تَعَالَى: ﴿أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ [الأعراف: ١٨٤]، وقوله: ﴿وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ﴾ [الحجر: ٨٩] وغيرها من الآيات.


(١) المرجع السابق (١/ ٣٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>