للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأثر الثاني: توحيد الله الواحد الأحد، ودلالة الاسمين الكريمين عليه (١).

إن أعظم أثر وموجب لهذين الاسمين الجليلين الكريمين: توحيد الله ﷿، وإفراده بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات؛ إذ معناهما- كما سبق- دال على تفرده بالأفعال مما يوجب على العبد أن يوحد ربه بالربوبية، فيعتقد أنه وحده الرازق ولا رازق غيره، ووحده الضار النافع، ولا ضار ولا نافع غيره، ووحده الشافي ولا شافي غيره، ووحده منزل المطر ومجري السحاب وليس ذلك لأحد سواه، ووحده الذي بيده الشفاعة وليست لملك مقرب ولا لنبي مرسل ولا لولي تقي، بل لله يأذن بها لمن يشاء ويرضى، ونحو ذلك مما يتعلق بأفعال الله ﷿، كما قال سُبْحَانَهُ: ﴿إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (٤) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ﴾ [الصافات: ٤ - ٥]، وقال سُبْحَانَهُ: ﴿قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ [الرعد: ١٦].

ثم إذا اعتقد العبد هذا لزمه أن يعتقد وحدانية الله في الألوهية؛ فإن المتفرد بالربوبية هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له كما قرر الله ﷿ ذلك في جملة من الآيات، قال تَعَالَى: ﴿قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ [الرعد: ١٦]، وقال سُبْحَانَهُ: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (٦٥) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ﴾ [ص: ٦٥ - ٦٦]،


(١) ينظر: النهج الأسمى، للنجدي (٢/ ٩٠ - ٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>