للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا أَلْقَيْتُهُ فِي النَّارِ» (١)، وفي رواية: «قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ» (٢)، ويقول سُبْحَانَهُ: {فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأحقاف: ٢٠].

أنه الكبير المتكبر عن مشابهة صفات خلقه سُبْحَانَهُ، قال تَعَالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١] يقول ابن عباس -رضي الله عنهما-: «السماوات السبع، والأرضون السبع وما فيهن في يد الرحمن كخردلة في يد أحدكم» (٣).

فالله سُبْحَانَهُ كبير متكبر متعال، له العلو المطلق والكبرياء الكامل سُبْحَانَهُ وتقدس.

[الأثر الثاني: توحيد الله باسميه الكبير المتكبر]

- دلالة اسمي الكبير المتكبر على توحيد الألوهية والربوبية:

يقول ابن تيمية -رحمه الله-: «فالعظمة والكبرياء من خصائص الربوبية، والكبرياء أعلى من العظمة؛ ولهذا جعلها بمنزلة الرداء، كما جعل العظمة بمنزلة الإزار» (٤).

ومن الآيات التي تقطع أصول الشرك وفروعه: قوله تَعَالَى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ


(١) أخرجه ابن ماجه، رقم الحديث: (٤١٧٥)، وابن حبان، رقم الحديث: (٥٦٧٢)، حكم الألباني: صحيح، السلسلة الصحيحة، رقم الحديث: (٥٤١).
(٢) سبق تخريجه.
(٣) أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى، رقم الحديث: (٢٣٧).
(٤) مجموع الفتاوى (١٠/ ١٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>