للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما في الأسماء والصفات: فلما تدل عليه هذه الأسماء من أسماء أخرى له كالحي، والقيوم، والعليم، والحكيم، والقدير، والقوي، ونحو ذلك؛ وذلك لأنه له من الصفات أكملها وأرفعها، فلما كان وكيلًا، كفيلًا، كافيًا فإن تمام ذلك كله وكماله إنما يكون بعلم تام بما تولاه، وقوة وقدرة على التنفيذ، وحكمة في التدبير والتصريف، ولا يكون ذلك إلا من الحي القيوم» (١).

[الأثر الثالث: الثقة في الوكيل الكفيل الكافي]

إذا تأمل العبد اسم الله (الوكيل، والكفيل، والكافي)، واستشعر ما فيه من عموم الوكالة التي وسعت جميع الخلائق مع اختلافهم وتعدد حاجتهم، فلم تضق عن أحد منهم دون أحد، ولا عن حاجة دون حاجة بل شملت الجميع؛ أورثه ذلك اليقين بأن وكالته لا تضيق عن حاجته التي أهمته، ولا عن حزنه الذي أحاط به، ولا عن مصابه الذي ألم به و لا عن رزقه الذي أشغله، ولا عن عدوه الذي نزل به ولو كان في غاية القوة، قال تَعَالَى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾ [الزمر: ٣٦].

ثم إذا تيقن العبد هذا أورثه ذلك الثقة بالله ﷿ والتعلق به وإنزال حاجته وفاقته به وعدم استكثارها، قال رسول الله في حديث ابن مسعود : «مَنْ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ، وَمَنْ أَنْزَلَهَا بِاللهِ أَوْشَكَ اللهُ لَهُ بِالْغِنَى، إِمَّا بِمَوْتٍ عَاجِلٍ أَوْ غِنًى عَاجِلٍ» (٢).


(١) ينظر: تفسير السعدي (ص: ٢٠٨).
(٢) أخرجه أحمد، رقم الحديث: (٣٩٤٦)، وأبو داود واللفظ له، رقم الحديث: (١٦٤٥)، والترمذي، رقم الحديث: (٢٣٢٦)، حكم الألباني: صحيح، صحيح وضعيف سنن أبي داود، رقم الحديث: (١٦٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>