الأرض بعد موتها، ومن بيده تدبير جميع الأشياء؟ ﴿لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ وحده، ولا اعترفوا بعجز الأوثان، ومن عبدوه مع الله على شيء من ذلك!
فاعجب لإفكهم وكذبهم، وعدولهم إلى من أقروا بعجزه، وأنه لا يستحق أن يدبر شيئًا، وسجل عليهم بعدم العقل، وأنهم السفهاء، ضعفاء الأحلام، فهل تجد أضعف عقلًا وأقل بصيرة، ممن أتى إلى حجر، أو قبر ونحوه، وهو يدري أنه لا ينفع ولا يضر، ولا يخلق ولا يرزق، ثم صرف له خالص الإخلاص، وصافي العبودية، وأشركه مع الرب، الخالق الرازق، النافع الضار» (١).
- دلالة أسماء الله الخالق، الخلاق، البارئ، المصور، على توحيد الأسماء والصفات:
كما أن أسماء الله الخالق، الخلاق، البارئ، المصور، تدل على توحيد الربوبية والألوهية، فهي تدل - أيضًا- على توحيد الأسماء والصفات، وتدل على عدد كبير منها كالقدير، والخبير، والعلي المتعال، وذو الجلال والإكرام، والجبار، وغيرها من الأسماء الدالة على ذلك.
الأثر الثالث: الله سُبْحَانَهُ خالق الأسباب ومسبباتها:
فالله سُبْحَانَهُ جعل الحياة مبنية في العادة على ترابط الأسباب بمسبباتها، والعلل بمعلولاتها، فلا يخلق النتيجة إلا إذا خلق السبب أو العلة، فلا يخلق التفكير إلا إذا خلق العقل، ولايخلق الإحراق إلا إذا خلق النار، ولا يخلق النبتة إلا إذا خلق البذرة، ولا يخلق الابن إلا إذا أوجد الأب والأم.