للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ستره سُبْحَانَهُ، كما يكون في الدنيا فكذلك يكون في الآخرة، ففي حديث ابن عمر ، قال: سمعت رسول الله يقول: «يَدْنُو أَحَدُكُمْ مِنْ رَبِّهِ حَتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ عَلَيْهِ فَيَقُولُ: عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، وَيَقُولُ: عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقَرِّرُهُ، ثُمَّ يَقُولُ: إِنِّي سَتَرْتُ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، فَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ» (١)، وقال : «لَا يَسْتُرُ اللهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (٢).

فالله سُبْحَانَهُ كريم عفو غفور، حليم على عباده، يسترهم ولا يفضحهم، ويتحبب لهم بجزيل النعم مع كمال وتمام غناه سُبْحَانَهُ.

[الأثر الثاني: توحيد الله باسمي الله الحيي الستير]

- دلالة اسمي الحيي والستير على توحيد الألوهية والربوبية:

من آمن باسمي الله الحيي والستير؛ غلب على قلبه استشعار كمال اطلاع الله على أعمال السر والعلن، وتذكر دوام إحسان الله إليه، وقلة شكره لربه، وعلم أن هناك يومًا ينتظره سيسأل فيه عما اقترف، من آمن بذلك كله علم أنه لا إله يستحق العبادة إلا الله سُبْحَانَهُ، وأخلص التوحيد لله تَعَالَى، وأحسن في العمل والحب والخضوع والتضرع لله تَعَالَى، واستحى أن يخالف أمره، أو يقترف ما نهى عنه سُبْحَانَهُ، يقول تَعَالَى: ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [يونس: ٣].


(١) سبق تخريجه.
(٢) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (٢٥٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>