للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- دلالة اسمي الحيي والستير على توحيد الأسماء والصفات:

يقول الشيخ ابن عثيمين في إثبات الحياء لله ﷿ كما يليق بجلاله: «هو حياء الكمال، يليق بالله ﷿ وقد قال النبي : (إِنَّ الله حَيِيٌّ كَرِيمٌ) (١)، وقال الله تَعَالَى: ﴿وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ﴾ [الأحزاب: ٥٣]، والله يوصف بهذه الصفة، لكن ليس مثل المخلوقين؛ لأن الله يقول في القرآن: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١]» (٢).

فالقول في هذه الصفة كالقول في سائر صفات الرب سُبْحَانَهُ، فتثبت من غير تمثيل ولا تكييف ولا تحريف ولا تعطيل، يقول تَعَالَى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١]، فكما أن لله علمًا ليس كعلم خلقه، وبصرًا ليس كأبصارهم، وسمعًا ليس كسمعهم، فكذلك له حياء وستر ليس كحيائهم وسترهم تَعَالَى وتقدس سُبْحَانَهُ، وعليه فلا يصح تأويل الحياء بالرحمة أو المغفرة أو غير ذلك.

ومن تأمل في هذين الاسمين، وجد فيهما معنى اسم الله العفو والغفور والرحيم والحليم والكريم، إلى غيره من أسماء الله تَعَالَى.


(١) سبق تخريجه.
(٢) شرح رياض الصالحين (ص: ١٦٥٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>