للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضر والشدة إلا هو، فالذي انفرد بإعطائكم ما تحبون، وصرف ما تكرهون، هو الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده» (١).

وذم سُبْحَانَهُ المشركين على عبادتهم لغيره مع أنه المنعم، فقال: ﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [النحل: ٨٣] قال ابن كثير : «يعرفون أن الله تَعَالَى هو المسدي إليهم ذلك، وهو المتفضل به عليهم، ومع هذا ينكرون ذلك، ويعبدون معه غيره، ويسندون النصر والرزق إلى غيره» (٢).

[الأثر الثالث: التوكل على الله المنان]

إذا عرف العبد اسم الله (المنان) وأن ما يتقلب فيه من النعيم من أثر منته عليه لا بحوله وقوته ولا بحول وقوة مخلوق مثله، وإنما المنة لله وحده؛ أورثه ذلك التطامن والاعتراف بالضعف والنقص والعجز، وأنه لو وكل إلى نفسه أو غيره طرفة عين لخاب وخسر وهلك.

قال ابن القيم : «إذا وصل إلى القلب نورُ صفة المِنَّةِ، وشهد معنى اسمه (المنَّان)؛ وتجلَّى سُبْحَانَهُ على قلب عبده بهذا الاسم مع اسمه (الأول) - ذهِلَ القلبُ والنفسُ به؛ وصار العبد فقيرًا إلى مولاه بمطالعة سبق فضله الأول، فصار مقطوعًا عن شهود أمر أو حال ينسبه إلى نفسه» (٣).


(١) تفسير السعدي (ص: ٤٤٢).
(٢) تفسير ابن كثير (٤/ ٥٩٢).
(٣) طريق الهجرتين، لابن القيم، (ص: ٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>