اقتران اسم الله (الظاهر و الباطن) بأسمائه الأخرى سُبْحَانَهُ في القرآن الكريم:
لم يقترن اسم الله الظاهر والباطن إلا باسم الله الأول الآخر، وذلك في آية واحدة، وهي قوله تَعَالَى: ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [الحديد: ٣]، وقد تقدم بيان مناسبة الاقتران في اسمي الله الأول والآخر.
[الآثار المسلكية للإيمان باسم الله (الظاهر و الباطن)]
الأثر الأول: إثبات ما يتضمنه اسمي الله (الظاهر والباطن) من صفاته سُبْحَانَهُ، وتحقيق التوحيد له:
إن مدار هذين الاسمين على بيان إحاطة الرب بكل شيء، فقد أحاطت ظاهريته وباطنيته بكل ظاهر وباطن، فما من ظاهر إلا والله فوقه، وما من باطن إلا والله دونه، فالله سُبْحَانَهُ هو العليم، الخبير، المحيط، المطلع على خفايا الأمور وأسرارها، العلي الأعلى المتعال، فهو مع كمال علوه على عرشه قريب من خلقه، محيط بهم، فلا تواري منه سماءٌ سماءً، ولا أرض أرضًا، ولا يحجب عنه ظاهر باطنًا؛ بل الباطن له ظاهر والغيب عنده شهادة، والبعيد منه قريب، والسر عنده علانية، تستوي في علمه الأمور، يقول تَعَالَى: ﴿سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ﴾ [الرعد: ١٠]، يستوي عنده من هو مختف في قعر داره، ومن هو سائر في سربه طريقه في بياض النهار وضيائه، فعلم الله يتعقب كل فرد من بين يديه ومن خلفه، ويقيد عليه كل شاردة وكل واردة آناء الليل وأطراف النهار، يقول تَعَالَى