للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤ - الإخلاص والمتابعة]

فمن رُزق الإخلاص رُزق سبيل الخلاص، وفُتحت في وجهه أبواب الرحمة، فما سلك طريق إلا سهله الله له، وما أراد بابًا من الخير إلا فتحه الله له، ومن اطلع الله على قلبه فرأى فيه الإخلاص والصدق؛ ثبَّته، وأحبَّه، ووضع له القبول في الأرض، وفي هذا يقول الحسن البصري : «ما نظرت ببصري، ولا نطقت بلساني، ولا بطشت بيدي، ولا نهضت على قدمي، حتى أنظر على طاعة أو معصية؛ فإن كانت طاعة تقدمت، وإن كانت معصية تأخرت» (١).

[٥ - مصاحبة الأخيار والابتعاد عن رفقة الأشرار]

فالإنسان لا يستطيع أن يعيش في عزلة، بل لابد له من مخالطة، ولذا جاء أمر الله تَعَالَى بمصاحبة الأخيار والحذر من مصاحبة الأشرار، يقول سُبْحَانَهُ: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ [الكهف: ٢٨]، ويقول تَعَالَى: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ﴾ [النساء: ١٤٠]، وفي الحديث: «لَا تَصْحَبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ» (٢)، وذلك لأن الصحبة والطعام تورث المودة.

٦ - الإنابة والتوبة والرجوع إلى الله -.

فأهل التوبة والإنابة يحبهم الله تَعَالَى، يقول سُبْحَانَهُ: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ﴾ [البقرة: ٢٢٢]، ومن أحبَّه الله هداه بهداه، يقول تَعَالَى: ﴿قُلْ إِنَّ


(١) مجموع رسائل ابن رجب (٢/ ٦٢).
(٢) أخرجه أحمد، رقم الحديث: (١١٥١٢)، وأبو داود، رقم الحديث: (٤٨٣٢)، والترمذي، رقم الحديث: (٢٣٩٥)، حكم الألباني: حسن، التعليقات الحسان، رقم الحديث: (٥٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>