للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأثر الثاني: محبة الله الرفيق]

إن من رأى آثار لطف الله ورفقه بعباده، في خلقه، وشرعه، وقدرته، ورأفته ورحمته (١)، مع غناه سُبْحَانَهُ عن خلقه؛ أحب ربه وعظمه، وأجله وحمده، ووحده.

[الأثر الثالث: الرفق في أخذ الدين، وعدم التشدد]

فالإسلام دين يُسر وسهولة، لا يكلف بما لايطاق، والنبي كان ينهى عن تكليف النفس فوق ما تطيق ولو كانت عبادة، يقول : «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ، وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ» (٢).

يقول الشيخ السعدي في شرح الحديث: «ما أعظم هذا الحديث، وأجمعه للخير والوصايا النافعة، والأصول الجامعة، فقد أسس في أوله هذا الأصل الكبير، فقال: (إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ): أي: ميسر مسهل في عقائده وأخلاقه وأعماله، وفي أفعاله وتُروكه، فإن عقائده التي ترجع إلى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقَدَر خيره وشره: هي العقائد الصحيحة التي تطمئن لها القلوب، وتوصِّل مقتديها إلى أجلِّ غاية وأفضل مطلوب، وأخلاقه وأعماله أكمل الأخلاق، وأصلح الأعمال، بها صلاح الدين والدنيا والآخرة، وبفواتها يفوت الصلاح كله، وهي كلها ميسرة مسهلة، كل مكلف يرى نفسه قادرًا عليها لا تشق عليه، ولا تكلفه، عقائده صحيحة


(١) للاستزادة في آثار الرحمة واللطف تراجع الأسماء: الرحمن، الرحيم، اللطيف.
(٢) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>