للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثًا: تحقيق المحاسبة:

تحقيق المحاسبة إنما يكون بالقيام بنوعين من أنواعها:

المحاسبة قبل العمل.

المحاسبة بعد العمل.

فأما المحاسبة قبل العمل، فيراد بها: التفكر قبل البدء في العمل، وذلك في جملة من الأمور، والتي منها:

التفكر في العمل، هل هو مقدور عليه أو غير مقدور عليه؟ فإن كان غير مقدور تُرك حتى لا يضيع الوقت، وإن كان مقدورًا أتبعه بالتفكر.

التفكر في العمل، هل فعله خير من تركه، أو تركه خير من فعله، فإن كان فعله خير من تركه عمله، وإن كان تركه خيرًا من فعله أتبعه بالتفكر.

التفكر في النية والقصد، هل مراده بالعمل الله ﷿ أو مراده غيره، فإن كان مراده الله أمضاه وإلا تركه، قال الحسن البصري : «رحم الله عبدًا وقف عند همِّه، يحاسب، فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخر ولم يعمل» (١).

وأما المحاسبة بعد العمل، فهي على ثلاثة أنواع:

المحاسبة على الطاعة، هل قام بحق الله فيها؟ وحقه فيها: الإخلاص له، والمتابعة لرسوله ، والإحسان والإتقان في أدائها، ومشاهدة منته عليه بالتوفيق إليها، ومشاهدة تقصيره بعد الانتهاء منها، وأنه مهما عمل لله فهو مقصر.


(١) إغاثة اللهفان، لابن قيم الجوزية (١/ ١٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>