للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَى مِنْهُ) (١)، قال السندي -رحمه الله-: «أي: فاستر طاعة له وطلبًا لما يحبه منك ويرضيه، وليس المراد، فاستتر منه، إذ لا يمكن الاستتار منه جل ذكره وثناؤه، والله تَعَالَى أعلم» (٢) وقال -صلى الله عليه وسلم-: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْفَخِذَ عَوْرَةٌ» (٣).

[الأثر الثامن: الحياء من الله -عز وجل- الحيي الستير]

فأعظم الحياء وأوجبه هو الحياء من الله سُبْحَانَهُ، الذي يمن بنعمة الليل والنهار، ويعلم تقصير عبده ويستره.

ويبيِّن النبي -صلى الله عليه وسلم- معنى الحياء الحق في حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-، قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: «اسْتَحْيُوا مِنَ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ، فَقُلْنَا: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنَّا لَنَسْتَحْيِي، قَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ وَلَكِنْ مَنِ اسْتَحْيَا مِنَ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ فَلْيَحْفَظِ الرَّأْسَ وَمَا حَوَى، وَالْبَطْنَ وَمَا وَعَى، وَلْيَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَى مِنَ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ» (٤).

قال ابن رجب -رحمه الله-: «يدخل فيه: حفظ السمع والبصر واللسان من المحرمات، وحفظ البطن وما حوى يتضمن حفظ القلب عن الإصرار


(١) أخرجه أحمد، رقم الحديث: (٢٠٠٣٤)، وأبو داود، رقم الحديث: (٤٠١٧)، والترمذي، رقم الحديث: (٢٧٦٩)، حكم الألباني: صحيح، السلسلة الصحيحة، رقم الحديث: (١٧٠٦).
(٢) فتح الودود في شرح سنن أبي داود (٤/ ٨٤).
(٣) أخرجه أحمد، رقم الحديث: (١٦١٧٢)، وأبو داود، رقم الحديث: (٤٠١٤)، حكم الألباني: ضعيف، مشكاة المصابيح، رقم الحديث: (٣١١٢).
(٤) أخرجه أحمد، رقم الحديث: (٣٧٢٦)، والترمذي، رقم الحديث: (٢٤٥٨)، حكم الألباني: ضعيف، مشكاة المصابيح، رقم الحديث: (١٦٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>