للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأثر السابع: محبة الغالب الناصر النصير]

إن النفس بطبيعتها تميل إلى حب من يعينها ويمدها بالقوة، تحب من ينصرها ويقهر عدوها، فإذا ماتيقن العبد بأن ربه الذي يأوي إليه غالب، لا يرده أحد عما أراد، ولا يمنع عما يشاء، ولا ينازع فيما يريد، وفوق ذلك هو ناصر لا يخذل من تولاه، ولا يحرم من استنصره، وحين يتيقن العبد بذلك؛ يحب ربه ويتعلق به.

[الأثر الثامن: الدعاء باسم الله الغالب، الناصر، النصير]

إن شعور العبد بحاجته لنصرة الله تَعَالَى في جميع أحواله وشؤونه، وأنه لا يستغني عن نصرة ربه له طرفة عين، فهو محتاج إلى نصرة الله له على هواه ونفسه أولًا، وعلى شيطانه من الإنس والجن، وعلى أعدائه الكافرين، فبالجملة هو محتاج إلى عون الله ونصرته على فتن الشبهات والشهوات وكيد الأعداء.

ولذا جاءت أدعية كثيرة ثابتة عن النبي ﷺ في طلب النصرة من الله تَعَالَى على الشر وأهله، ومن هذه الأدعية قوله ﷺ: «رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِيِ وَيَسِّرْ هُدَايَ إِلَيَّ، وانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَىَ عَلَيَّ» … الحديث (١).

وكذلك كان من هدي النبي ﷺ في غزواته: أن يدعو الله بهذا الدعاء: «اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَنَصِيرِي، بِكَ أَحُولُ وَبِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أُقَاتِلُ» (٢).


(١) سبق تخريجه.
(٢) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>