الأثر الأول: إثبات ما يتضمنه اسم الله (السبوح القدوس) من صفاته سُبْحَانَهُ:
الله تَعَالَى هو السبوح القدوس في أسمائه وصفاته وأفعاله وأقواله؛ فأسماؤه كلها حسنى لا عيب فيها، وصفاته كلها عليا لا نقص فيها، وأفعاله كلها حكمة لا شر فيها، وأقواله كلها فصل لا هزل فيها ﴿إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (١٣) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ﴾ [الطارق: ١٣ - ١٤].
برأ من كل نقص وعيب، وتنزه عن كل ما لا يليق بجلاله، قال تَعَالَى: ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الحشر: ٢٣].
ومجموع ما تنزه عنه ﵎ شيئان:
١ - تنزهه جل في علاه عن كل ما ينافي صفات كماله، فإن له المنتهى في كل صفة كمال.
فهو السبوح القدوس الحي القيوم الذي تنزه عن ضدها من الموت والفناء، والسنة، والنوم، قالتَعَالَى: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا﴾ [الفرقان: ٥٨]، وقال سُبْحَانَهُ: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾ [البقرة: ٢٥٥]، وقال: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: ٢٦ - ٢٧]، وقال النبي ﷺ:«إِنَّ اللهَ ﷿ لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ»(١).