للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآثار المسلكية للإيمان باسم الله (الرَّحْمَن - الرَّحِيْم):

[الأثر الأول: إثبات ما يتضمنه اسم الله (الرحمن، الرحيم) من الصفات]

الله ﷿ الرحمن الرحيم الذي كتب الرحمة على نفسه تفضلًا منه وإحسانًا (١)، قال تَعَالَى: ﴿كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾ [الأنعام: ٥٤] ووسعت هذه الرحمة كل شيء، قال تَعَالَى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف: ١٥٦]، وقال سُبْحَانَهُ: ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا﴾ [غافر: ٧] (٢).

ومن سعتها وعظمتها (٣):

١ - أن رحمة الرحمن الرحيم بعباده أرحم من كل رحمة، حتى من رحمة الإنسان بنفسه، ورحمة الأم بولدها التي لا يساويها شيء من رحمات الناس، بل لو جمعت رحمات الراحمين كلهم لم تساو شيئًا عند رحمة أرحم الراحمين، قال تَعَالَى: ﴿وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [الأعراف: ١٥١]، وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ﵁ قال: «قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ سَبْيٌ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي، إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ ﷺ أَتَرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟ قُلْنَا: لَا، وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ، فَقَالَ: لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا» (٤).


(١) ينظر: تفسير ابن كثير (٣/ ٢٦٢).
(٢) ينظر: تفسير السعدي (ص: ٣٠٥).
(٣) ينظر: النهج الأسمى، للنجدي (ص: ٨٨ - ٩٩).
(٤) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٥٩٩٩)، ومسلم، رقم الحديث: (٢٧٥٤). واللفظ للبخاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>