للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وأما توحيد الأسماء والصفات:

فاسم (الرب) ﷿ مقتضٍ ومستلزم لسائر أسمائه وصفاته ؛ فالخالق المالك الرازق المدبر لا بد أن يكون قادرًا، بارئًا مصورًا، حيًّا قيومًا، عليمًا، سميعًا بصيرًا، غنيًّا، جوادًا، كريمًا إلى غير ذلك من أسمائه وصفاته.

قال ابن القيم : «إن ربوبيته سُبْحَانَهُ إنما تتحقق بكونه: فعالًا مدبرًا؛ متصرفًا في خلقه؛ يعلم، ويقدر، ويريد، ويسمع، ويبصر، فإذا انتفت أفعاله وصفاته: انتفت ربوبيته، وإذا انتفت عنه صفة الكلام: انتفى الأمر والنهي ولوازمها، وذلك ينفي حقيقة الإلهية» (١).

وقال أيضًا : «إن (الرب): هو القادر الخالق البارئ المصور؛ الحي القيوم؛ العليم السميع البصير؛ المحسن المنعم الجواد؛ المعطي المانع؛ الضار النافع؛ المقدم المؤخر؛ الذي يضل من يشاء ويهدي من يشاء؛ ويسعد من يشاء، ويشقي ويعز من يشاء ويذل من يشاء؛ إلى غير ذلك من معاني ربوبيته التي له منها ما يستحقه من الأسماء الحسنى» (٢).

الأثر الثالث: الرضا بالله ﷿ ربًّا:

من عرف اسم الله (الرب) وعلم أنه وحده الخالق المالك الرازق المدبر، لم يطلب غيره ربًّا ﴿قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [الأنعام: ١٦٤]، بل رضي به ربًّا، وساقه رضاه به لأنواع من الرضى:

١ - الرضى به إلهًا معبودًا.


(١) مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة (ص: ٤٩٧).
(٢) بدائع الفوائد، لابن القيم (٢/ ٢٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>