٢ - الرضى به حاكمًا مشرعًا، فيرضى عما أمره به ونهاه عنه.
٣ - الرضى به قاسمًا قاضيًا، فيرضى عما قسمه وقدره له، ويرضي عما أعطاه واختاره له وعما منعه منه.
فالرضى به ربًّا متعلق بذاته وأسمائه وصفاته وألوهيته وربوبيته العامة والخاصة، فهو الرضى به خالقًا ومدبرًا وآمرًا وناهيًا، ومالكًا ومعطيًا ومانعًا، وحكمًا ووكيلًا ووليًّا وناصرًا، ومعينًا وكافيًا وحسيبًا ورقيبًا، وقابضًا وباسطًا، ومبتليًا ومعافيًا، إلى غير ذلك من صفات أفعاله ﵎.
ومن كانت هذه صفته ذاق طعم الإيمان وحلاوته، كما قال ﷺ:«ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ باللهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا»(١).
ومتى تذوق العبد طعم الإيمان فلا تسأل عن السعادة التي يحيا بها، ولا عن الأنس الذي يشعر به، ولا عن الطمأنينية والثبات حتى ولو احتوشته البلايا والرزايا.
ومن لم يرض بتلك الأنواع أو بعضها لم يكن قد رضي به ربًّا من جميع الوجوه، ولا ذاق حلاوة الإيمان حتى يرضى به من جميع الوجوه.
والرضى بالله ربا يختلف عن الرضا عنه؛ فالرضى به متعلق بأسمائه وصفاته وأفعاله، والرضى عنه متعلق بثوابه وجزائه، كما قال سُبْحَانَهُ: ﴿يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (٢٨) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (٢٩) وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ [الفجر: ٢٧] وقوله تَعَالَى: ﴿خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾ [البينة: ٨]، فربط الرضا عنه بدخول الجنة، بينما في الحديث علق