للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآثار المسلكية للإيمان باسم الله (الرَّزَّاق - الرَّازِق):

الأثر الأول: إثبات ما يتضمنه اسم الله (الرازق الرزاق) من صفات الله سُبْحَانَهُ:

الله سُبْحَانَهُ الرزاق الذي كثر رزقه، ووسع الخلائق كلها، كما قال سُبْحَانَهُ: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾ [هود: ٦]، خلق الخلق لعبادته وتكفل برزقهم ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (٥٧) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ [الذاريات: ٥٦ - ٥٨]، فما خلقهم لحاجته إليهم، فما يريد منهم من رزق وما يريد أن يطعموه، تَعَالَى الله الغني المغني عن الحاجة إلى أحد بوجه من الوجوه، وإنما جميع الخلق فقراء إليه، في جميع حوائجهم ومطالبهم (١).

ورزق الله لعباده نوعان:

١ - رزق عام، شمل البر والفاجر، والأولين والآخرين، وهو رزق الأبدان.

٢ - ورزق خاص وهو رزق القلوب، وتغذيتها بالعلم والإيمان، والرزق الحلال الذي يعين على صلاح الدين» (٢).

فأما الرزق العام:

فهو رزق عام لجميع المخلوقات إنسهم، وجنهم، وحيوانهم، صغيرهم وكبيرهم، قويهم وعاجزهم، قال سُبْحَانَهُ: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [هود: ٦]، وقال:


(١) ينظر: تفسير السعدي (ص: ٨١٣).
(٢) تفسير السعدي (ص: ٩٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>