للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ﴾ [العنكبوت: ٦٠]، قال ابن كثير : «أي: لا تطيق جمعه ولا تحصيله، ولا تدخر شيئًا لغد، ﴿اللَّهُ يَرْزُقُهَا﴾، أي: يقيض لها رزقها- على ضعفها- وييسره عليها، فيبعث إلى كل مخلوق من الرزق ما يصلحه حتى الذر في قرار الأرض، والطير في الهواء، والحيتان في الماء» (١)، يرزق الثعبان في جحره، والطير في وكره، والسمك في بحره.

يرزق الكل، وكل ذلك بلا ثقل ولا كلفة ولا مشقة ولا نقص في ملكه، قال الطحاوي : «رازق بلا مؤنة» (٢)، وقال فيما يرويه عن ربه ﷿: «يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلُونِي، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ» (٣) (٤).

وأما الرزق الخاص:

فهو الرزق الذي خص الرزاق عباده المؤمنين به من الهداية والإيمان والتوفيق للعلم به وبشرعه في الدنيا؛ فإن القلوب مفتقرة غاية الافتقار إلى أن تكون عالمةً بالحق مريدةً له متألهةً لله متعبدةً، وبذلك يحصل غناها ويزول فقرها.


(١) تفسير ابن كثير (٣/ ٤٢٠).
(٢) العقيدة الطحاوية (ص ١٢٥).
(٣) سبق تخريجه.
(٤) ينظر: مختصر النهج الأسمى (ص: ١٠٦ - ١٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>